ما هي عجائب الدنيا السبع في العالم القديم وما تقوله الأساطير حولها -2-

الأعمال المذهلة للفن والعمارة المعروفة بإسم عجائب الدنيا السبع في العالم القديم تعبتر كدليل على الإبداع والخيال والعمل الشاق الخالص الذي يمكن للبشر أن يكونوا قادرين عليه. ومع ذلك فهي تذكير بالقدرة البشرية على الاختلاف والتدمير. حالما قام كتّاب قديمون بتجميع قائمة من “عجائب الدنيا السبعة”، أصبح هذا الأمر عاملاً للنقاش حول الإنجازات التي تستحق الإدماج. في نهاية المطاف، انضمت الأيدي البشرية بالقوى الطبيعية لتدمير جميع العجائب، باستثناء واحدة.

معبد أرتميس

كان هناك في الواقع أكثر من معبد أرتميس تم تدمير سلسلة من المعابد ثم أعيد ترميمها في نفس الموقع في “أفسس” وهي مدينة ميناء يونانية تقع على الساحل الغربي لتركيا المعاصرة. وكان أكثر هذه الهياكل روعة هو معابد رخامية تم بناؤها حوالي 550 قبل الميلاد. أحرق المبنى في 356 قبل الميلاد ووفقاً للأسطورة في نفس الليلة التي ولد فيها الإسكندر الأكبر. بعد حوالي ست سنوات بدأ بناء معبد جديد ليحل محله. كان المبنى الجديد محاطاً بدرجات رخامية أدت إلى تراس يبلغ طوله أكثر من 400 قدم. داخل 127 أعمدة من الرخام 60 قدم. يختلف علماء الآثار حول ما إذا كان المبنى به سقف في الهواء الطلق أو كان يعلوه بلاط الخشب. دمر المعبد بشكل كبير من قبل القوط الشرقيين في 262 قبل الميلاد.

ضريح هاليكارناسوس

يقع ضريح هاليكارناسوس في ما يعرف الآن بجنوب شرق تركيا، وهو عبارة عن ضريح بنته “أرتميسيا” لزوجها “موسوس” ملك كارنيا في آسيا الصغرى بعد وفاته في عام 353 قبل الميلاد. وبحسب الأسطورة فقد كانت حزينة للغاية عند رحيله لدرجة أنها خلطت رماده بالماء وشربتها بالإضافة إلى أنها طلبت بناء هذا الضريح. الضريح ضخم مصنوع بالكامل من الرخام الأبيض، ويُعتقد أنه كان على ارتفاع حوالي 135 قدماً. تصميم المبنى مكون من ثلاث طبقات مستطيلة، كانت الطبقة الأولى عبارة عن قاعدة طولها 60 قدماً، تليها طبقة متوسطة مكونة من 36 عموداً وسقفاً هرمياً على شكل هرمي. في أعلى السطح يوجد القبر الذي زينه عمل أربعة نحاتين، وقطعة رخامية بعرض 20 قدماً على شكل عربة يجرها حصان. وقد دُمر الضريح بشكل كبير في زلزال في القرن الثالث عشر وفي عام 1846 تم استخراج قطع بعض القطع من موقع “هاليكارناسوس” وهي موجودة الآن في المتحف البريطاني في لندن.

تمثال رودس

هذا التمثال العملاق عبارة عن تمثال برونزي ضخم لإله الشمس هيليوس الذي بناه أناس الروديوم على مدى 12 عاماً في القرن الثالث قبل الميلاد. كانت المدينة هدفاً للحصار المقدوني في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد. ووفقا للأسطورة باع الروديون الأدوات والمعدات التي خلفها المقدونيون لدفع ثمن وتكاليف بناء التمثال. كان التمثال الذي صممه النحات “تشاريس” يقع على ارتفاع 100 قدم وكان الأطول في العالم القديم. تم اكتمال بنائه في 280 قبل الميلاد. وبقي لمدة ستين سنة حتى تم تدميره في في زلزال. ولم يتم إعادة بنائه. ولا يعرف علماء الآثار الكثير عن الموقع الدقيق للتمثال أو شكله، ويعتقد معظمهم أنها تصور عاري لإله الشمس وهو واقف بينما كان يرفع شعلة بيد واحدة ويمسك بالرمح في الآخر. كان يعتقد ذات مرة أن التمثال يقف مع ساق واحدة على كل جانب من المرفأ، ولكن معظم العلماء يتفقون الآن على أن أرجل التمثال كانت على الأرجح مبنية على مقربة من بعضها البعض لدعم ثقل التمثال الهائل.

منارة الإسكندرية

تقع منارة الإسكندرية على جزيرة صغيرة تسمى فاروس بالقرب من مدينة الإسكندرية. صممه المهندس المعماري اليوناني سوستراتوس واستكمل بنائها حوالي 270 قبل الميلاد. خلال عهد بطليموس الثاني، وساعدت المنارة في توجيه سفن نهر النيل داخل ميناء المدينة المزدحم والخروج منه. عثر علماء الآثار على قطع نقدية قديمة تم تصوير المنارة عليها، واستنتجوا منها أن الهيكل يحتوي على ثلاث طبقات: مستوى مربع في الأسفل، ومستوى مثمن الأضلاع في الوسط وقبة أسطوانية. فوق ذلك تمثال من 16 قدم، على الأرجح يعود إلى بطليموس الثاني أو الإسكندر الأكبر الذي سميت المدينة باسمه. على الرغم من أن تقديرات ارتفاع المنارة تراوحت بين 200 و 600 قدم، إلا أن معظم العلماء المعاصرين يعتقدون أن ارتفاعها يبلغ حوالي 380 قدماً.

دمرت المنارة تدريجيا خلال سلسلة من الزلازل بين 956 إلى 1323. وقد تم اكتشاف بعض من بقاياها في الجزء السفلي من نهر النيل.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply