روح المغامرة والرومانسية في غابات كينيا

لعل “كينيا” هو الاسم المرادف تقريباً لكلمة “سفاري”، وربما لا يوجد مكان آخر على هذا الكوكب يحتوي ويستحضر روح المغامرة والرومانسية مثل كينيا. هناك يمكنك أن تشاهد حشود الحيوانات البرية عبر السافانا خلال الهجرة الكبرى في “ماساي مارا”، وتتلاقى الفيلة في أمبوسيلي، وبحيرة ناكورو المتناثرة يوجد فيها الآلاف من طائر فلامنغو. في هذه الأراضي التي تملؤها بالشمس تحتفظ القبائل القديمة مثل الماساي وكيكويو وسامبورو بعاداتهم التقليدية التي تعيش في وئام نسبي مع العالم الطبيعي.

وراء متنزهات السفاري الشهيرة على مستوى العالم تقع مجموعة من الكنوز الساحلية. ويمكن للزوار الغطس في الشعاب المرجانية الغنية بالسمك، والاسترخاء على الشواطئ اللؤلؤية، وتجربة المأكولات في مومباسا ومالندي واستكشاف الجزر الاستوائية.

كينيا يحدها وادي الصدع الكبير وتحيط بها سلاسل من الجبال، ويمكن للزوار تسلق القمم الاستوائية التي تغطيها الثلوج في جبال كينيا وصيد سمك السلمون. كما يحتوي منتزه Hell’s Gate الوطني على كهوف بركانية وسخانات طبيعية وينابيع ساخنة.

مدينة نيروبي

عاصمة كينيا وأكبر مدنها وكانت في يوم من الأيام عاصمة شرق أفريقيا البريطانية، حيث استقطبت المستوطنين الذين جاءوا إلى هنا ليحصلوا على ثروتهم من صناعات القهوة والشاي. اليوم يمكن للسياح استكشاف المواقع التاريخية الشهيرة بالمدينة فضلاً عن بعض المعالم السياحية الممتازة المتعلقة بالحياة البرية. يعتبر متحف نيروبي الوطني مكاناً رائعاً لمشاهدة المعالم التاريخية والثقافية والفنية المعاصرة في كينيا. سوف تتمتع أيضاً بالحدائق النباتية على و المعالم السياحية الشهيرة الأخرى مثل متحف “كارين بليكسين”، وهو المقر الذي أعيد ترميمه للمؤلف الدنماركي الشهير لكتاب “خارج إفريقيا” والمعروف أيضاً باسمه “إيساك دينسن”.

لرؤية الحياة البرية دون المغامرة بعيداً عن وسط المدينة قم بزيارة متنزه نيروبي الوطني الذي أصبح الآن مسكناً لوحيد القرن وموطناً لمجموعة أخرى من نجوم السفاري الكلاسيكية بما في ذلك الأسود والنمور والجاموس والحمار الوحشي والحيوانات البرية والفهود.

محمية ماساي مارا الوطنية

ماساي مارا تقع على الحدود مع تنزانيا وتشكل ممراً للحياة البرية بين البلدين. تم تسميته على اسم أناس الماساي الذين يرتدون ملابس حمراء، ويعيشون في هذه المحمية ويرعون حيواناتهم هنا كما فعلوا منذ قرون. وتشتهر هذه الحديقة بالهجرة الكبرى عندما يسافر الآلاف من الغزلان البرية والحمار الوحشي وغزال طومسون من وإلى سيرينغيتي بين شهري يوليو إلى أكتوبر.

تشتهر الحديقة أيضاً باحتوائها على أعدادا كبيرة نسبياً من الأسود والفهود والنمور خاصة في أشهر الجفاف من ديسمبر وحتى فبراير. وبفضل ارتفاع المتنزهات يكون الطقس هنا لطيفاً على مدار العام.

حديقة تسافو الوطنية

أكبر حديقة في كينيا “تسافو” تحتوي على قسمين “تسافو الغربية” وتسافو الشرقية”. وتشكل هذه المنتزهات مجتمعة 4% من المساحة الإجمالية للبلاد وتشمل الأنهار، الشلالات، السافانا، التلال البركانية وهضبة هائلة من الصخور والحمم البركانية وتنوع كبير من الحياة البرية. في منتصف الطريق بين نيروبي ومومباسا تشتهر تسافو الشرقية بمشاهد كبيرة لقطعان الفيلة الكبيرة. وفيها نهر جالانا المحاط بالنخيل والسهول القاحلة. وتشمل المعالم البارزة الأخرى هضبة “يطا” وهو أطول مسار للحمم في العالم، وصخرة موداندا، وشلالات لوغارد التي تمتد إلى منحدرات وحمامات سباحة تملؤها التماسيح.

تتميز تسافو الغربية بأنها أكثر رطوبة وتضاريسها أكثر تنوعاً مع بعض أجمل المناظر الطبيعية في المناطق الشمالية من المتنزه. وتوجد فيها سلسلة من الينابيع الطبيعية مع أعداد كبيرة من أفراس النهر والتماسيح. الحياة البرية ليس من السهل رؤيتها في تسافو الغربية بسبب الغطاء النباتي الأكثر كثافة.

حديقة بحيرة ناكورو الوطنية

تشتهر حديقة بحيرة ناكورو الوطنية في وسط كينيا بقطيعها الضخم من طيور الفلامنغو الوردية. تم إنشاء الحديقة في عام 1961 وتم تسجيل أكثر من 450 نوعاً من الطيور هنا بالإضافة إلى التنوع الغني للحياة البرية الأخرى. فالأسود والنمور والبيثون ووحيد القرن الأبيض هي فقط بعض الحيوانات التي قد يراها الزوار، وتتراوح المناظر الطبيعية بين الأراضي العشبية المتاخمة للبحيرة والمنحدرات الصخرية والغابات.

جزيرة لامو

جزيرة صغيرة من لامو إلى الشمال الشرقي من مومباسا تعتبر من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهي أقدم مستوطنة مسكونة في كينيا مع أصول يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر. عندما يتجول الزوار في شوارعها التي تشبه المتاهة سيشاهدون تاريخ الجزيرة الغني. كما أن السمات المعمارية من العالم العربي وأوروبا والهند واضحة بامتياز مع وجود أسلوب سواحلي أفريقي واضح. تعتبر الأبواب الخشبية المنحوتة بشكل معقد والمباني الحجرية المرجانية وساحات الفناء المخفية والشرفات من السمات المشتركة لمباني هذه الجزيرة. ولا يوجد فيها إلا القليل من السيارات حيث لا تزال الشوراع ممتلئة بالحمير كوسيلة للتنقل.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply