لا يوجد بلد عبر التاريخ ينتمي للعصور القديمة استحوذ علي اهتمام وخيال المؤرخين وعلماء الآثار بقدر ما فعلت مصر. فهي مليئة بالأسرار التي تحيط جميع جوانبها، من الدين والهندسة المعمارية المحيرة والمعابد الضخمة والأهرامات وتمثال أبو الهول الضخم. الأهرامات المصرية هي المعالم القديمة الأكثر شهرة في تاريخ البشرية، وهي الأعجوبة الوحيدة المتبقية من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
وقد ظهور بذور الحضارة المصرية لأول مرة علي ضفاف نهر النيل. وقد نشأت من هذا النهر العظيم الذي يتدفق من قلب أفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط ممالك فرعونية جاءت لتقود جزءاً كبيراً من العالم لما يقرب من 3000 سنة، تاركةً وراءها إرثاً غنياً من الفن والهندسة المعمارية والأساطير التي تحكى والأسرار التي لا تزال تظهر حتى يومنا هذا.
المصريين القدماء تركوا وراءهم الكثير من الأسرار التي لم يتمكن علماء الآثار والجيولوجيا من حلها حتى بعد مرور 6000 سنة. وفي هذا المقال سنسرد لكم بعضاً من أعظم أسرار هذه الحضارة:
كيف بنيت الأهرامات؟
الأهرامات العملاقة التي بناها المصريون القدماء هي واحدة من العناصر الرئيسية لإرثهم الذي حير المؤرخين إلى اآن. فكيف لحضارة لم يكن لديها معدات البناء الحديثة أن تقوم بحمل كتل حجرية ضخمة وجميع المواد اللازمة لبناء هذه الأهرامات الهائلة على هذا الارتفاع الضخم؟
العلماء المتخصصين قدموا نظريات مختلفة من الافتراضات، ولكن أياً منها لم يكن مقنعاً جداً. ولعل أبرز هذه الافتراضات تلك التي جاءت على لسان جوزيف دافيدوفيك، الذي يذكر أن الكتل الحجرية بنيت فوق بعضها البعض، وهذا من شأنه أن يفسر ارتفاعها العالي وعدم وجود ثغرات بينهما. ومع ذلك، يُجادل الجيولوجيون وعلماء الحفريات ان هذه الكتل هي الصخور الرسوبية المصنعة، وبالتالي فإن نظرية دافيدوفيك تصبح مرفوضة منطقياً.
الغرف السرية لهرم الجيزة الأكبر
في عام 1993 اكتشف الروبوت الزاحف Upuaut 2 باب صغير في المحور الجنوبي من الهرم، والذي يظهر خلفه مساحة فارغه وباب آخر تم العثور عليه في وقت لاحق. وفي 2012 الروبوت التكنولوجي أكثر تقدماً ويدعى Djedi توغل في نفس المكان من الهرم، ونجح في التقاط الصور وراء الباب الأول وظهرت في صور المراقبة هذه مقابض نحاسية ولوحات جدارية.
وإضافةً إلى ذلك، على الرغم من حقيقة أنه لا أحد دخل هذه الغرف والممرات لمدة 9 سنوات فقد أُثبت ظهور خدوش حديثة على الجدران والسقف من الغرفة السرية.
كيف مات الفرعون توت عنخ أمون؟
فتن الفرعون الشاب توت عنخ أمون المؤرخين منذ لحظة اكتشاف وفتح قبره في عام 1922، حيث أن حياته التي استمرت 19 عاماً فقط بقيت لغز حير العلماء منذ 100 عام تقريباً. إلا أن الخبراء البريطانيين لديهم نظرية حول وفاة الفرعون الشاب الذي اعتلى عرض مصر وهو في سن التاسعة فقط من عمره. ويقولون أنه يبدو وقد مات بعد حادث وقع في سباق، وأن طقوس التحنيط التي أجريت في وقت لاحق دمرت جثته. وتشمل النظريات الأخرى المتعلقة بوفاة توت عنخ أمون القتل ولدغه الثعابين والسل والجذام والملاريا.
ما هو العمر الحقيقي لأبي الهول؟
لفترة طويلة جداً، اعتبر المؤرخون أن تمثال أبو الهول قد بُني مباشرة بعد الانتهاء من بناء الهرم الأكبر منذ 4500 سنة. ومع ذلك، فتوجد نظيرية أخرى تقول أن النصب العملاق المكون من جسم أسد ورأس إنسان يعود لأكثر من 10,500 سنة تقريباً. وهذه النظرية مدعومة بعوامل التعرية المطرية، والنمط المعماري الذي يختلف كثيراً عن الآثار المصرية الأخرى، فضلا عن اكتشاف قصر غارق في هضبة الجيزة والتي يبدو ان أقدميتها هي نفسها من قدم إنشاء تمثال أبو الهول. وإضافةً إلى ذلك، يبدو أن الحجم غير المتناسب للجسم باتجاه الرأس ناجم عن تميز النصب التذكاري لإعطاءه وجه فرعون.
اختفاء الملكة نفرتيتي
كانت الملكة المصرية المعروفة في جميع أنحاء العالم بجمالها، زوجة الفرعون أخناتون وكانت تعرف باسم زعيمة النيل وابنة الإله. ومن السنه الثانية عشرة لحكم اخناتون، لا يوجد أي شيء يدل عن الملكة نفرتيتي.
هذه ليست سوى بعضاً من العديد من الأسرار التي تحيط بثقافة مصر القديمة. في يومنا هذا لا يزال علماء الآثار المصريون يقومون باكتشافات مهمة، ويقومون بدراسات علمية عن المومياءات الملكية، وفك الكتابات الهيروغليفية والتحقيق في حياه الفلاحين المصريين للاجابه على العديد من الأسئلة التي تتعلق بتطورهم.
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.